قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)[1].
قال تعالى: ( ... وَ الَّذينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ ميثاقٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصير)[2].
دعا القرآن الكريم إلى الدفاع عن المستضعفين ونصرة المظلومين الذين يعيشون في أرض الشرك، وقيّد النصرة بعدم الإخلال بالعهود والمواثيق.
وقد ورد في التفسير: " إنّ المؤمنين المقيمين في أرض المشركين وتحت سلطانهم وحكمهم... لا ولاية لكم عليهم إلّا إذا قاتلهم الكفّار، أو اضطهدوهم لأجل دينهم وطلبوا نصركم عليهم، فعليكم أن تساعدوهم بشرط أن يكون الكفّار حربيين، لاعهد بينكم وبينهم. أمّا إن كانوا معاهدين فيجب الوفاء بعهدهم، ولا تباح خيانتهم وغدرهم بنقض العهود والمواثيق... وبهذه المحافظة على العهود والمواثيق سرّاً وجهراً امتازت الشريعة الإسلامية على الشرائع الوضعية، فشعار أهلها: الوفاء بالعهود، والبعد عن الخيانة والغدر"[3].
وعلى العموم فإنّ الدفاع عن المستضعفين ونصرة المظلومين أمر مشروع تبيحه جميع الديانات: إلهية كانت أم وضعية، بل يرفع كشعار من قبل الجميع؛ لمحبوبيته ومرغوبيته.
وفي معرض بيان الإمام الخميني (قدس سره) أهداف أو مبرّرات القتال قال: "لقد أعلن الإسلام الحرب على هؤلاء الأثرياء، وهؤلاء الكبار، وهؤلاء الملوك والسلاطين.
لقد عارض علماء الإسلام ونبيّ الإسلام وأئمّة الإسلام – على الدوام – هؤلاء السلاطين في عصورهم"[4].
وكان (قدس سره) يرى: أنّ الدفاع عن المظلومين واجب شرعي، ومن ذلك قوله: "إنّ الدفاع عن الإسلام والبلدان الإسلامية عند الخطر من الواجبات الشرعية والإلهية والوطنية"[5].
وقال (قدس سره): "إنّنا نساند كافّة نهضات التحرّر في العالم التي تناضل في سبيل الله و الحقّ والحقيقة والحرية"[6].
وقال أيضاً: "إنّنا مع المظلومين، ومنهم الشعوب"[7].
والإمام ينطلق على ضوء إنسانية الإسلام، فهو (قدس سره) يشير إلى الوقوف مع جميع المظلومين، دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية، فيقول: "إنّنا نقف مع المظلومين، نحن مع كلّ مظلوم، وفي أيّ بقعة كان من بقاع العالم"[8].
وفي خطابه إلى المسلمين والمستضعفين في العالم قال: "تعاضدوا وتوجّهوا إلى الله العظيم، وألجأوا إلى الإسلام، وانتفضوا ضدّ المستكبرين ومنتهكي حقوق البشر"[9].
المصدر: اُسس العلاقات وحقوق غير المسلمين في منهج الامام الخميني (قدس سره)، ص75، سعيد كاظم العذاري، الطبعة الاولى، موسسة العروج ، طهران 1430هـ.ق .
[5] أمريكا في فكر الإمام الخميني: 299.
[6] أمريكا في فكر الإمام الخميني: 304.
[7] أمريكا في فكر الإمام الخميني: 28.
[8] الإمام القائد في مواجهة الصهيونية: 34.
[9] توجيهات الإمام الخميني إلى المسلمين: 110.