إن قائدنا هو ذلك الطفل ــ ذو الاثني عشر عاماً، صاحب القلب الصغير، الذي يفوق المئات من ألسنتنا وأقلامنا فضلاً ــ الذي حمل قنبلته ورمى بنفسه تحت دبابة العدو ففجّرها، محتسياً شراب الشهادة".
بهذه العبارة وصف الإمام الخميني العظيم(قده) هذا الطفل البطل "محمد حسين فهميده" الذي خلق ملحمة خالدة في تاريخ الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وهذا المجاهد الشجاع الذي أصبح مدرسة وقدوة للأجيال القادمة يقتدى به في الذود عن الإسلام.
يقول والده حول سجايا الشهيد: لقد كان حسين في المنزل سنداً ومعيناً لوالديه، ولم نكن نواجه مشكلة مادام في المنزل. وإنني لا استطيع بيان روحياته، فمنذ أن عرفناه، علمنا أنه يعيش في عالم آخر لا يعلم به إلاّ الله ونفسه فقط.
وتقول أمّه: لقد كان كلامه ونقاشه دائماً حول القضايا الإسلامية، لا فقط معنا بل حتى مع الناس، فإن قلت له اذهب وابتاع النفط؟ يقول: إن شبابنا يقاتلون في الجبهات في الشتاء القارس، وأنت يا أمّاه تقولي اذهب وابتاع النفط. وكذا كان شأنه في المدرسة أيضاً.
وتقول أمّه أيضاً: عندما كنت اناديه بصوت عال، لم يكن يجيبني. ثم بعد قليل يجيبني: نعم. أقول له: حسين، هل معلوم أين أنت؟ يقول: إنني واقف على قبري. أقول: وهل قبرك في المطبخ أو الغرفة؟ قال: كلا، إن قبري في جنة الزهراء، القطعة 22، الصف 11. وكلما ذهب إلى جنة الزهراء جاء إلى المنزل وقال لنا ذلك. قلت له ذات مرة. حسين خذني معك مرة فإنني أحب كثيراً أن أذهب إلى جنة الزهراء. قال لي: أمّه، سوف تذهبين كثيراً إلى جنة الزهراء حتى تملّي وتقولي كفى.
نعم ليس غريباً علينا أن يخبر هذا الطفل الذي لم يبلغ التكليف، ليس فقط عن استشهاده بل حتى عن موضع قبره حيث دفن في الموضع الذي ذكره، وليس عجيباً أن يقول الإمام الراحل الذي لا يعرف المجاملة، في حقه إنه قائدنا وإنه يفوق المئات من ألسنتنا وأقلامنا فضلاً.
وقد التقى عائلة الشهيد بعد استشهاده في لقاء خاص بالإمام الراحل(قده)، وعندما نظر والد الشهيد إلى الإمام بكى، فقال له الإمام: نأمل لكم من الله الصبر والسلوان.
وتخليداً لذكرى هذا الشهيد البطل طبع صورته على بعض العملات الورقية الايرانية وسمّي يوم استشهاده "8 آبان 1360هــ.ش [1980م]" بيوم التعبئة الطلابية.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.